في اعالي التل

في اعالي التل

عبد المنعم الضاحي

24/11/2011
قراءات: 34


فوق ذلك التل المرتفع والمطل على نهر دجله والزاب الاعلى حيث انتجت لنا الطبيعة واحدة من اروع صور الجمال والمشاهد الخلابة


وان يرى الانسان بعينه الماء بلونين مختلفين حيث يصاب الناضر الى هذا المنظر


بالدهشة و الاعجاب 0


الاانه في قريتي اعتاد الناس على هذا المنظر الجميل واصبح الناس يجتمعوا صباحا

ومساءا على ذلك التل 0

فهوليس مطل على النهرين فحسب بل على جميع مشارف وطرق القرية ومنها

الطريق المؤدية الى النهر و الدوبة (العبارة)ومشاهدتها وهي تحتظن النهرين

ذهابا وايابا ومن فوقها الناس السيارات 0

ومشاهدة ومراقبة درب(الملاية)من ابناء القرية و القرى المجاورة وحتى القرى البعيدة و الذين ياتون لنقل الماء من النهر و الى قراهم ومساكنهم على اضهر

(الحمير)وتأمين الطريق لمرورهم سالمين الى اهليهم 0

لأن الملاية من ابناء القرى البعيدة عن النهرلا يجيدون السباحة ولا ينتبهو لمخاطر

النهر و الحفاظ عليهم من الغرق وقد حصلت الكثير من الحاوادث وانقاذ الكثيرين0

فكان هذا وحدا من واجبات الذين يجلسون في اعالي التل 0

ومع مرور الايام تطورت امور الجالسين فأصبح يقدم لهم الشاي و القهوه العربية

بعد ان تكفل بها احد الاشخاص و اخذ يرتاده الشباب و الشيوخ من اهالي القرية 0

وممارسة بعض الالعاب الشعبية ومنها لعبة (البويتة)وهي لعبة حسابية تستخدم فيها الاحجار او الحصى ويفضل في ذلك الحصى الابيض الذي يجلب من على ضفاف النهر0ومن الجالسين في اعالي التل مجموعة من الرجال يعملون بصيد السمك

بطريقة غير تقليدية بستخدام المتفجرات (البمبة)وهي تستخدم لاصطياد الاسماك الكبيرة و التي غالبا ما تعيش عند ملتقى النهرين وتحديدا(سمك البز)والتي تمتاز

بكبر حجمها التي تمتاز بلحومها اللذيذة و الطعم الشهي المختلف عن باقي اسماك النهر

والذي يتجاوز وزن الواحدة منها الخمسين كيلو غرام0وعند اصطياد واحدة من هذه الاسماك تجلب و تذبح وتقطع وسط الجالسين في اعالي التل وتوزع بالتساوي باسعار

زهيدة ورمزية لتوفيرثمن البارود و المتفجرات التي تستخدم في صناعة البمبه التي تستخدم في الصيد وفي بعض الاحيان قد يتجاوز الصيد اكثر من سمكة وفي هذه الحالة يتطلب نقلها وبيعها في سوق المدينة (علوة السمك) وقد حصلت قصة طريفة لاحد الصيادين البارعين بصيد السمك (البز)حيث قام هذا الصياد بصيد سمكة تجاوز وزنها التسعين

كيلو غرام ثم اخذها لبيعها في سوق المدينة وعند وصول الصياد سوق المدينة وانزال السمكة بوسط السوق تجمع التجاروالدلالين في العلوة حول السمكة واخذو يدورون حولها وقد اصابهم الذهول لكبر حجم هذه السمكة0

فتنحوا جانبا واخذو يتحادثون في ما بينهم ويتشاورون فرجعوا الى الصياد وقالوا

له هل تبيع هذه السمكة فاجابهم الصياد نعم وهل اتيت الا لابيع 0

فاقترب احد الدلالين من رأس السمكة وقام بفتح فمها ووضع يده بداخله فاخذ يتحدث مع الصياد وهو يهز رئسه قائلا لا توجد اسنان في فمها وهذا يعني انها كبيرة في السن (اي انها هرمة)وكان الهدف من وراء هذا الفعل الماكر و الخبيث هو شرائها بثمن بخس واستغلال هذا الصياد واخذو يساومونه فاجمعوا على انهم سيشترونها منه

مساعدة له0 وتم شرائها بسعر لا يساوي ربع ثمنها الحقيقي واستسلم الصياد

لامر هؤلاء الذين لا ذمة لهم وذهبت السمكة الى غير مستحقيها بثمن لا يتعدى

اجور نقلها الى السوق وعاد الصياد الى اهله 0


عبد المنعم الضاحي

شكراا للاخ ابو احمد عبد المنعم الضاحي ....
الذي اعتدنا في كل مرة نقرأ كتاباته الجميلة
والتي تعود بنا الى تلك الايام الخوالي .. ما احلاها اذا عدنا الى غمرتها .. شكراا لك ولتميزك الدائم وبنتظار كل جديد ...

Alaa Ahmed

المدير العام