الاستاذ محمود حامد سليمان الطائي

اعتاد الكاتبون والمسؤولون أن يكرموا علماءهم وأساتذتهم ومن كان له من فضل على مؤسسة أو مدينة أو بلد وقضوا نحبهم، وهذا أمر رائع وجزء من حقهم عليهم..

ولكن قلما نجدهم يكرمون أحياءهم بعدما قضوا زمناً كبيراً في خدمة المؤسسة أو المدينة أو البلد ..وممن لهم على هذه المدينة الطيبة مدينة الموصل الحدباء وأرض التيمن من أفضال ولاسيما في مجال العمل التربوي القيم والصعب والذي يحتاج الى جهد عظيم واخلاص، وبنية الرعاية والتربية وتخريج اجيال قطعت جزءاً غير يسير من صفات هذا العالم أو المربي أو الباحث الخادم..

ومن هؤلاء وهم كثر وكثر، أستاذنا والمربي الفاضل الذي له اليد الطولى في العملية التربوية في مدينتنا، متعدد المواهب، الانسان الانسان، ولا أقول ذا الجهود الضائعة أبداً، فأبناء الحدباء لا ينسون المعروف، ولكن قد نتغافل (غصباً عنا) وتأخذنا الأيام باضطراباتها وصراعاتها وضغوطاتها، ولكن سرعان ما نتذكر القامات الطويلة والعمالقة في أعمالهم، إنه الاستاذ والمربي والعم السيد محمود حامد سليمان الطائي المعروف بأبي (منال) والذي اشتغلت معه في مجال العمل التربوي والمكتبي، فأقول هو:
من مواليد الموصل عام 1932 درس في مدارسها وتخرج فيها: من الحدباء الابتدائية، والمتوسطة الغربية، والأعداية (الشرقية حالاً) ، ومن دار المعلمين للعام 1950ـ 1951.

عين في مدرسة عين سفني بمركز قضاء الشيخان عام 1951 ثم عمل في كل من المدارس: عقرة الثانية والسفينة التي له فيها تاريخ حافل بالتضحيات والتأسيس وقد كرم من أبنائها بعد أكثر من خمسين عاماً وهم مشكورون على ذلك ولا سيما من أحد قادة شرطة الموصل من أهل السفينة ونشرت في الفضائية، وكذلك مدرسة الوطن والفلاح والهاشمية، وادارات مدارس: المنصورية والحكمة وابي تمام.

في عام 1966 أوفد الى جمهورية اليمن كخبير تربوي للمساهمة في خدمة التعليم فيها، كما أسهم في إعلام واذاعة مدينة (تعز) ونال الشكر والتقدير من وزير التربية اليمني وكذلك من محافظ تعز ومديرية الاعلام والسفارة العراقية لجهوده ونشاطاته المتميزة في كل الميادين. كما أوفد عام 1969 مرة أخرى الى اليمن كخبير تربوي الى مدينة (صنعاء).
وقد صدر أمراً وزارياً كمشرف تربوي بعد عودته من اليمن. ومن حسن حظ مكتبتنا (لأن الأولى بمديرية التربية أن لا تفرط بمثل هذه الشخصية الانسانية) صدر أمر وزاري بتعيينه مديراً عاماً لعموم المكتبات العامة التابعة للادارة المحلية لمحافظتنا عام 1980، حيث أسهم في تطويرها وضخها بأمهات الاصدارات بسبب علاقاته الطيبة مع المؤسسات ولا سيما وزارة الثقافة عندما كان الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد مديراً للمكتبة الوطنية.
عمل في عضوية مجالس ادارة (نقابة المعلمين) وجمعية المعلمين لبناء المساكن وجمعية الحدباء للاسكان (طبعاً لم يستفد من كل هذه الجمعيات ولا يملك داراً) وعمل على شراء توزيع الأراضي السكنية وبأسعار بسيطة وبمساحات لا تقل عن 600 متر مربع، ومن هذه الأحياء: الثقافة والثورة واليرموك والوحدة والأندلس، مع توفير كامل الخدمات لها من مدارس ومساجد، وخدمات الهاتف، كما أسهم أخيراً في تأسيس جمعية السلام التعاونية لاسكان المتقاعدين.
كما أسس الجمعية التعاونية الاستهلاكية لأعضاء نقابة المعلمين عام 1965 مع زملائه، وكانت الجمعية تقدم كل الخدمات التي يحتاجها المعلمون من آثاث ومواد غذائية ومنزلية وبالتقسيط.
أسهم في تأسيس (بيت المقام العراقي) واحياء التاريخ الفني والحضاري لمدينة الموصل الحدباء أم الربيعين.
انتخب عضواً لمجلس الشعب لمحافظة نينوى ولدورتين، قدم من خلالها خدمات اجتماعية وانسانية لأبناء المدينة. عمل في ميدان الصحافة منذ عام 1961 وله كتابات تربوية واجتماعية في جريدة (الهدف) الموصلية لصاحبها عبد الباسط يونس، وكان التربوي مدير معارف في الموصل المرحوم محمود الجومرد من المعجبين بكتاباته ذات التوقيع المجهول (معلم) . أسهم في اعداد الدراسات التربوية والعلمية عن الاشراف التربوي المنشورة في مجلة (النبراس) الفصلية الموصلية والتي كانت تصدرها مديرية تربية نينوى.

ويواصل حالياً الكتابة مع جريدة (عراقيون). علماً أنه قد طلب احالته على التقاعد من سلك التعليم منذ عام 1988.
يقوم حالياً باعداد مذكرات تاريخية وتربوية تحكي عن نصف قرن، وتكشف الكثير من الأمور والحقائق والاسرار التي عفا عليها الدهر في مدينة الموصل.
ونسأله تعالى أن يطيل في عمره ويحسن من عمله كما تعرفنا عليه وتعلمنا منه وعَرفناه، ونسأله تعالى أن يمنحه الصحة والعافية .. مع تحياتي وأنا طالبه ..قصي حسين آل فرج.

الكاتب: قصي حسين آل فرج/مدير المكتبة المركزية العامة في الموصل
تعليقات الزوار

لاستاذ الفاضل محمود حامد سليمان الطائي بداية شكرا للاستاذ قصي الفرج لكتابته عن شخصية رائعة ولها تاثير وحضةر في مجتمع الموصل لقد كان الاستاذ الفاضل محمود حامد سليمان الطائي صديقا للمرحوم والدي اسماعيل العمري وكان يعرف المرحومة والدتي بحكم العمل في مجال التدريس ولقد كنا زملاء في مجلس الشعب المحلي لمحافظة نينوى لدورة كاملة وقد كان مثالا رائعا متفانيا في العمل وخدمة المحافظة وقد عملنا سوية في كثير من اللجان والجمعيات الاخرى والتي تخدم المواطن وطبعا كان العمل فيها تطوعي دون مقابل ثمن وحتى في مجلس الشعب ( ليس كما هو حال اليوم) ....بارك الله به وحفظه واقدم له التحية والاحترام من اعماق قلبي ... المحامي احمداسماعيل العمري

تحية للاستاذ قصي حسين الفرج ..على هذه الالتفاتة الكريمة لمربي الاجيال الاستاذ (( محمود حامد سليمان الطائي )) التي يعتبر رمز من رموز مدينة الموصل ..وله تاريخ في العملية التربوية ..وقرية السفينة تعتبر من اول الاماكن في المحافظة التي حضيت بهتمام هذا العملاق الكبير ..حيث وضع اولى لبنات التعليم وبداية حياته التربوية من قرية السفينة ..ويعتز اهالي القرية بمكانه الاستاذ محمود حتى اصبح من ضمن تراث اللقرية الحاضر والماضي ..نتمنى له الصحة والموفقية وان يمد في عمره ..


منتديات السفينة ... الادارة العامة