غروب على الشاطئ

غروب على الشاطئ



كتابة النص - وجيه الضاحي



هناك وعلى الطرف الأخر من الشاطئين بدا قرص الشمس بالاحمرار والانسحاب رويدا نحو الغروب، خلف التلال البعيدة، أنها لحظة تتهادي على مضي ليلة من العمر لاشك أنها من ليالي نيسان الدافئة . ثم بدأت أسراب الطيور بالانسحاب نحو ملاذاتها الآمنة، في جحور في الكهوف ، هدوء يغزو الأماكن .همسات خافتة الهدير بدأت أصواته تتعالى أمواج صغيرة تأتي، وتقبل الصخر على الشاطئ .من أقدار الطبيعة على هذه البقعة، هو التقاء نهر الزاب الأعلى، بدجلة الخالدة، دون تردد انه يدخل إلى قلبها دون استئذان، ومن ثم وقفة على أطلاله الجميلة، على تلتين صغيرتين يتردد عليها الكثيرين ،غالبيتهم من الشباب وخاصة العشاق .من هنا يعبرون عن حسراتهم، ومشاعرهم عن تراكم هموم، أحاطت بهم.

هنا بدأت النفوس تتفتح، هبات من النسمات الباردة، تداعب الصفصاف، على الشواطئ، تحمل معها أطياف من الربيع، سكون على صوت أنين، وعزف، مع صوت الريح، أنها ليلة هادئة وخالية، اللون الأزرق، بدأ يلوح في الأفق الواسع، هنا تحركت المشاعر ، وعزفت على أوتار الروح ورقصت الأفكار، وعادت بنا الذكريات من جديد.ياروعة السفوح الخضراء، على التلال الصغيرة، أزهارها على مد النظر تهتز طربا على أوتار أنغام النسيم .موجات كبيرة هائجة تأتي وترتطم بالصخور المتئاكلة أثر ذكريات لأجيال سابقة. أن هذا المكان، هو صديق الشباب، يؤويهم في مكدات الزمن ، وفي جميع الأوقات .نعم انه الشاطئ الأزرق دجلة، في خارطة العالم الكبيرة وضفة الشرود مع الآهات، والتأمل، ومنصة الاستسلام إلى المشاعر، وروضة القرويون إلى حب الطبيعة، هنا ترقد ذكريات الطفولة البالية، هنا منتجعات الشباب الآسية هنا تذرف الدموع، إلى صور الماضي العتيق، هنا مقبرة الذكريات المنسية، يا مأوى النوارس التائهة، لماذا أيها السيل البطيء، اخترت الرحيل دائما وبصمت، مارا بجوار مكحول الشاخص، لاقية عليه التحية، إلى الخلجان الكبيرة، هل كونها موطن الأنهار، أو لماذا شواطئ تتحدث عن نفسها ولكن بلغة أخرى.

موضوع جميل, يحمل معاني كثيرة وذكريات حلوة عن ايام الشباب التي يعيشها الانسان في مقتبل العمر, تكك الذكريات المرتبطة بالحب والعشق واللقاء , ايام لاتنسى , لقد اعدت ذكرياتاتنا الى تلك الفترة الجميلة , والى مزيدمن الابداع .. مع تحياتي محمد صالح ياسين الجبوري